شرح حديث ناقصات عقل ودين
حدثنا
سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا محمد بن
جعفر قال أخبرني زيد هو ابن أسلم عن
عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري
قال :
" خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى
المصلى فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني
أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن
اللعن وتكفرن العشير ما رأيت
من ناقصات عقل ودين
أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان
ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن
بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال
فذلك من نقصان دينها "
الحديث
6569 - يا معشر النساء ! تصدقن وأكثرن الاستغفار. فإني رأيتكن أكثر أهل
النار فقالت امرأة منهن ، جزلة : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال
: تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين
أغلب لذي لب منكن. قالت: يا رسول الله ! وما نقصان العقل والدين ؟ قال:
أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل. فهذا نقصان العقل وتمكث
الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين
الراوي:
عبد الله بن عمر المحدث: مسلم.
- المصدر:
المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 79
خلاصة الدرجة:
صحيح وهو مروي أيضا في البخاري.
هناك قاعدة لأهل العلم تقول "قال العلماء إذا صح الحديث وجب التصديق والتسليم به أولا ثم محاولة فهمه ثانيا"
الشرح اللغوي والفهم الديني
للحديث السؤال الأول:
هل في الحديث امتهان للمرأة؟؟
- مناسبة الحديث: يوم عيد
- جزلة:كما قال النووي (ذات عقل ورأي)
- صيغة الحديث: صيغة تعجب (اذهب للب الرجل !!) وليست صيغة تقرير.
ملاحظة:
قصة
الملكة بلقيس في القرآن تشهد على أن رجاحة العقل لا تتعلق بجنس الذكر دون
الأنثى مما سبق نتبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم (الإسلام) لا يريد
بهذا امتهانا أو انتقاصا من قدر المرأة ومن فهم هذا فالعيب فيه.
السؤال الثاني:
هل تكليف المرأة غير تكليف الرجل من ناحية الشرع ؟
مع أن الأمثلة كثيرة في القران والسنة إلا أننا نكتفي بآية وحديث: يقول تعالى "يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
سورة الحجرات الآيه رقم 13
جاء في الحديث الصحيح "....... قال: أما
تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون
المغلوب على عقله و عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم....".
قال الألباني: حديث صحيح فهل المراة معفية من المسؤولية بما انها ناقصة عقل !؟؟: لا.
السؤال الثالث:
لننظر إلى الحديث الآن الذي علل نقص العقل, هل جاء على إطلاقه أو مقيد بالشهادة ؟؟
" قال: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل" الحديث, الجواب
واضح ولا يحتاج إلى تخمين ثم تعالوا نربط الحديث بأية الدين والشهادة يقول
تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا
تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب
بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ
كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ
الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن
كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ
يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ
وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا
رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء
أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ
يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن
تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ
عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ
إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ
فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا
تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ
فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ
وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" البقرة 282
الله سبحانه وتعالى اخبرنا العلة من الأمرأتين وهي أن تضل إحداهما "بمعنى أن تنسى" فتذكرها الأخرى
السؤال الرابع :
هل هذا النوع من الشهادة عبئ وتكليف أو تكريم وتشريف للمرأة؟؟
أكيد أنها مسؤولية كبيرة وبذلك يكون الله قد خفف عنها هذا الأمر وهو
الأمثل, فما هو السبب مع ان الرجل ايضا ينسى؟ لامور سنراها فيما سيلي.
السؤال الخامس:
مع من جمع الرسول صلى الله عليه وسلم" وهو الذي اوتي مجامع الكلم" نقص العقل ؟؟
: جمعه مع نقص الدين -
فما هو العامل المشترك بينهما ؟؟ هو النقص -
فهل هذا النقص دائم أو نسبي عارض ؟؟
كما هو عارض بالنسبة للدين(ترك الصلاة والصيام لسبب عارض) فهو أيضا عارض بالنسبة للعقل(ترك شهادة المنفردة في الدين لسبب معين) إذا مما سبق كله [b]نقول أننا أمام نقص عقل عارض مقيد بالشهادة لعلة النسيان .
السؤال السادس:
ولكن هل شهادة المرأة مقيدة فقط في أمر التداين في المال كما هو ظاهر الآية أو في أمور أخرى؟؟
اختلف
العلماء فيما يمكن أن تكون المرأة شاهدة فيه منفردة, بل قد تكون أمور
نتائجها اخطر واهم ونعطي بضع أمثلة يقول ابن قدامه في المغني(بتصرف)
:انه يؤخذ بشهادة الواحدة في أمور الولادة والاستهلال والرضاع والعيوب تحت
الثوب....... ولا شك إن منها الأمور المحرمة للزواج ومنها المفرقة للأزواج
ومنها ما يثبت الحقوق وغيره...... وكلها أمور عظيم قدرها لا داعي للخوض
فيها لأنها مسالة أخرى وهذا يؤكد النقص المقيد كما سبق شرحه وهو دليل ان
المعاملات المالية(الشهادة في الدين) لها شان خاص. ملاحظة: نقل عن شيخ
الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أن الآية جاءت لحفظ الحقوق وهو
الأمثل وتبقى للقاضي طرق عديدة للحكم.
نقول للمشككين في الإسلام
العظيم وللذين يحاولون الطعن فيه أن الله مظهر نوره ولو كره الكافرون,نقول
لهم أن الإسلام آتى بشريعة منفردة سوت بين الرجل والمرآة بمفهوم الفطرة
التي جعلت احدهما يكمل الآخر وليس بمفهوم الغرب المادي الذي جعلها سلعة
تباع وتشترى باسم المساواة.
تبين لنا أن نقص عقل المرأة المقصود في الحديث نقص نسبي يمس
الذاكرة بل ويمس نوع معين منها كما أثبتنا وانه لا ينقص من قدر المرأة
لأنها قد تكون أفضل من الرجل في أمور أخرى حتى في الذاكرة نفسها ويبقى هذا
الاختلاف سواء في العقل أو الجسم أو غيره بين الجنسين يبين حكمة الخالق
ويؤكد على علاقة التكامل بين الجنسين.[/size][center]