الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : إلى إخواني المسلمين والأعضاء القائمين أجدد التحية وألتقي بهم حول هذه الفائدة الغالية التي استفدتها من كلامي أخينا وعالمنا الجيولوجي الكبير زغلول النجار حفظه الله والتي ضمنتها كتابي المنير في التفسير وهي :
تكرر ورود لفظة( السماء) في القرآن الكريم ثلاثمائة وعشر مرات, منها مائة وعشرون بالإفراد( السماء), ومائة وتسعون بالجمع( السماوات), والجمع في غالبيته إشارة إلي كل ما حول الأرض من خلق أي إلي الكون في جملته, والإشارات المفردة
منها ثمان وثلاثون(38) يفهم من مدلولها الغلاف الغازي للأرض بسحبه ورياحه وكسفه, واثنتان وثمانون(82) يفهم منها السماء الدنيا غالبا والكون أحيانا.
وقد جاءت الإشارة القرآنية إلي السماوات والأرض وما بينهما في عشرين موضعا من كتاب الله, وأغلب الرأي أن المقصود بما بين السماوات والأرض هو الغلاف الغازي للأرض بصفة عامة, والجزء الأسفل منه( نطاق المناخ) بصفة خاصة, وذلك لقول الحق( تبارك و تعالى):<<والسحاب المسخر بين السماء والأرض>>..( البقرة:164) والسحاب يتحرك في نطاق المناخ الذي لا يتعدي سمكه16 كيلو مترا فوق مستوي سطح البحر عند خط الاستواء, والذي يحوي أغلب مادة الغلاف الغازي للأرض(75% بالكتلة) والقرآن الكريم يشير إلي إنزال الماء من السماء في أكثر من آية, وواضح الأمر أن المقصود بالسماء هنا هو السحاب أو النطاق المحتوي علي السحاب والمعروف علميا بنطاق المناخ.اهـ زغلول النجار